يتيمة الامام الحسين السيدة رقيه عليها السلام

السيدة رقيه عليها السلام

هي البنت الصغرى للإمام الحسين (عليه السلام)
ولدت في سنة 58 و في روايات 57

فتاة صغيرة أحبت والدها الحسين (عليه السلام ) وتعلقت به تعلقا شديدا ، حتى أنها كانت تستيقظ ليلاً حتى تجهز سجادة الصلاة لأبيها الحسين (عليه السلام) ليصلي صلاة الليل ؛ فكان الإمام الحسين عليه السلام كلما أقبل ليصلي رأى سجادته جاهزةً ومرتبة أحسن ترتيب وبجانبها ابنته الحبيبة الغالية رقيه .. فما إن يراها إلا ويمتليء قلبه فرحا وسرورا ... فابتسامتها البريئة كانت تمثل الكثير لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) .
كان كثيرا ما يأخذها ويضمها إلى صدره ويقبلها ..
.....

في سنة 60 (عمر السيدة رقيها 3 أو 4 سنوات حينها) عزم الحسين (عليه السلام) على الخروج من مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأخذ معه عائلته جميعهم ومن بينهم رقيه عليها السلام ، ولكن كانت له بنت اسمها فاطمه العليله كانت مريضة ، فتركها الحسين عليه السلام بعد أن ودعها الجميع وودعتهم ، وكانت قد بقيت في المدينه بينما سافرت جميع بنات الحسين (عليه السلام ) مع والدهم ، فكانت كلما جلست لوحدها تتذكر أهلها وأخواتها حيث كانت تأكل معهم وتتحدث معهم وتلعب معهم ، وكانت قد ودعت الجميع حتى رقيه ، فاشتاقت للجميع.

...

أما رقيه فكانت في الطريق مع القافلة ، وكان الحسين يأتي للمحامل للسؤال عنهم إذا احتاجوا شيئا ، يجلب لهم الماء ، ويلاعب الأطفال الصغار ، وينتبه لمن يبتعد منهم حتى لايضيع ، وإذا توقفوا في مكان كان (عليه السلام) لا يمشي من المكان حتى يتأكد أن الجميع قد تجهزوا للمسير ، ولا يستعجلهم في المشي ، وإذا ناموا ليلا كان هناك من يحرسهم من أول الليل إلى آخره ، وكان أصحاب الحسين (عليه السلام) يتسامرون وهم فرحين لأنهم مع ابن رسول الله صلى الله عليه وآله .

واستمروا على هذا الحال وهم قاصدين إلى مدينة الكوفه ولكن ظهر لهم من يستوقفهم ويحول روعة وهدوء سفر قافلة الحسين إلى فوضى ، فقد اعترضهم رجل يسمى الحُر بن يزيد الرياحي ومعه ألف رجل من جيش بني أميه لعنهم الله ومنعهم من أن يصلوا إلى الكوفه فذهبوا إلى كربلاء ، وكان الحُر أول من أزعج حرم الحسين (عليه السلام) ولكن الحسين (عليه السلام) والعباس (عليه السلام ) ومن كانوا معهم لم يدعوه فقد منعوه من أن يزعج النساء .

في بداية عام 61 ، كان الإمام الحسين (عليه السلام) قد وصل إلى كربلاء ، ومعه أصحابه وأهله بيته .. وكان الجو حارا ، وفي كربلاء يجري نهر يسمى الفرات يسير إليه أهلها ليرتووا من عذب مائه ، فلما علم بنو أميه لعنهم الله أن الحسين(عليه السلام) وصل إلى كربلاء أرسلوا جيوشا كثيرة لتمنع الماء عن أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ، وقد وضعوا على شط الفرات رجالا كثيرين حتى لا يستطيع الإمام عليه السلام وأهل بيته وأصحابه (سلام الله عليهم جميعا) الوصول إلى الماء .

وعندما فعلوا ذلك عطش الأطفال والنساء ولم يجدوا الماء ليرتووا به ، ولم تستطع السيده رقيه (عليها السلام ) أن تتحمل شدة العطش ، فأخذها النوم من شدة العطش .

ولكن فجأة انتبهت والأطفال يهربون والنساء هربن وهناك خيول تطأ الأطفال إذا هربوا خائفين وهناك أناسٌ يضربونهم بالسياط ، لم تعرف ماذا تفعل فالتحقت بالسيده زينب عليها السلام حيث كانت السيدة زينب (عليها السلام ) تجمع الأطفال .

ومرت ليلة الحادي عشر والسيدة زينب (عليها السلام) تجمع الأطفال وتتفقدهم وتبحث عن كل من تفقده .

ولما أصبح الصباح أمروا النساء والأطفال ومعهم الإمام زين العابدين (عليه السلام) وهو أخو السيده رقيه عليها السلام .. أمروهم بالخروج ليأخذوهم سبايا إلى أميرهم عبيد الله بن زياد لعنه الله .

فذهبت السيدة رقيه (عليها السلام) إلى عمتها زينب (عليها السلام) وسألتها : عمه زينب ، أين أبي الحسين .

فأجابتها السيدة زينب (عليها السلام) : إن أباك في سفر طويل ( وكانت تعني سفر الآخره)

فتعجبت السيدة رقيه (عليها السلام) وسألت : عمه زينب سافر أبي ولم يودعني ، لم يسلم علي .

فبكت السيدة زينب عليها السلام ...

وأُخذ جميع من بقي من قافلة الحسين (عليه السلام) للسبي .. وكانت السيدة رقية عليها السلام تنتظر عودة والدها الإمام الحسين لينقذهم من هؤلاء الرجال الملعونين والذين حولوا سفرهم إلى حزن وألم وأخذوهم وضربوهم .

فكانت تقول للسيدة زينب عليها السلام : عمه إذا عاد أبي الحسين فسوف أخبره بأن هؤلاء القوم ضربونا ، وضربوا أخي السجاد ، وضربوكِ ... وسأخبره بأنهم لم يرحمونا .. وقد وضعوا على رقبة أخي زين العابدين الجامعة وربطوا يديه وقدميه بالسلاسل الثقيلة .. وربطونا بالحبال بقوة .

وكانت السيدة زينب عليها السلام تبكي من كلام طفلة الحسين عليه السلام ولم تستطع أن تخبرها بأن والدها قد مات لأنها تحبه كثيراً ..
إضافة إلى أن السيده رقية عليها السلام لم تنسَ ماكانت تعمله كل ليلة لوالدها ... فظلت تقوم في الليل وتجهز سجادة والدها وتجلس بجوار سجادته منتظرة ومنتظرة ومنتظرة ... علّ والدها يأتي في تلك الليله فيرى سجادته وابنته حبيبته تنتظره بجوارها

واستمرت القافلة في السير بحزن وألم .. حتى وصلوا إلى الكوفه .. وهناك كان الناس ينظرون إليهم ويقولون عنهم هؤلاء الخوارج .. ولم يكن هناك من يدافع عنهم أو من يمنع الناس من التفرج والنظر إليهم وهم نساء أهل البيت (عليهم السلام) ..

وكانت السيدة رقيه عليها السلام تحتفظ بكل ما تراه أمامها حتى تخبر به والدها الإمام الحسين (عليه السلام) إذا عاد .

وبعد أن رآهم عبيد الله بن زياد لعنه الله أمر جنوده أن يأخذوهم هدية ليزيد بن معاويه لعنه الله في الشام .. وهناك كانت مصيبة أعظم من مصيبة السير إلى الكوفه .. فالطريق إلى الشام بعيد جدا عن الكوفه و السير إليه صعب فالطريق لها لايخلو من الجبال

ولكن الجيش فعلوا ما أمرهم وأخذوا عائلة الحسين (عليه السلام) إلى الشام ..

يتيمة الامام الحسين السيدة رقيه عليها السلام Images?q=tbn:ANd9GcSC-mkagr1y3io3DhLzaXQs32ZTUH6MLiiKXb_5azvAJQAjwIP_OW4Yk5HS

وفي الطريق إلى الشام كانوا يضربونهم بالسياط إذا تعبوا من السير ، و إذا جلس الجيش للراحة فإنهم بمجرد أن يرتاحوا يقيموا النساء والأطفال والإمام زين العابدين (عليه السلام) غصباً بالسياط.

وذات مره قام الجيش بإقامة عائلة الحسين (عليهم السلام) بسرعه فنهضوا وبدؤا بالسير وإذا بالرمح الذي عليه رأس الحسين(عليه السلام) قد توقف !!.. فكلما أرادوا تحريكه لم يتحرك فحاولوا نزع الرأس من عليه فما استطاعوا ، وتحيروا ماذا يصنعون فلم يروا إلا أن يسألوا الإمام زين العابدين (عليه السلام) عن سبب عدم تحرك هذا الرمح ، فلما سألوه قال: تفقدوا العائله فلعل أحد الأطفال قد ضاع ...
فبدؤا بالتفقد وإذا بهم لم يجدوا السيدة رقية (عليها السلام) فذهبوا ليبحثوا عنها ولم يجدوها

فعادوا للإمام زين العابدين (عليه السلام) وسألوه مرة أخرى فقال لهم الإمام (عليه السلام): انظروا إلى رأس أبي الحسين (عليه السلام) إلى أين ينظر وابحثوا هناك .

ولكن الإمام لم يدعهم هم اللذين يبحثون في تلك الجهه وإنما أمر السيده زينب عليها السلام بالبحث عن السيده رقيه عليها السلام هناك ..
فذهبت السيدة زينب عليها السلام تبحث عن السيده رقيه عليها السلام ...
وإذا بها تراها تركض وتعثر وهي تنادي : أبه ياحسين انتظروني ، نور عيني حسين انتظرني .

فأخذتها السيده زينب (عليها السلام) واحتضنتها .

وبعد سير طويل وصعب وصلت القافله إلى الشام ، وفي الشام كان هناك عيد وطبول عندما وصلت العائلة وكانوا يتشمتون بالنساء والأطفال ويرمونهم بالحجاره ويقولون لهم أيها الخوارج ... وعندما رأى أطفال الشام أن في القافلة أطفال أيتام ذهبوا ببعض الطعام ليتصدقوا به عليهم ولكن السيدة زينب عليها السلام أخبرت الأطفال بأن الصدقة حرام علينا أهل البيت فلم يأخذوا شيئا.

ولازالت السيدة رقيه عليها السلام بألمها وحزنها تنتظر عودة والدها الحسين (عليه السلام) لتخبره بما جرى لهم من هؤلاء الناس ..

وأمر اللعين يزيد بن معاويه لعنه الله بأن يضعوا عائلة الحسين (عليهم السلام) في خرِبة قريبة من قصره ، فجلست عائلة الحسين (عليهم السلام) في تلك الخرِبة ...

وازداد شوق السيدة رقيه عليها السلام إلى والدها الحسين (عليه السلام) ، وإلى عزها معه ، فلم يكن يدعها نائمة قط على تراب ومنذ فارقته وهي لاتنام إلا على تراب مليء بالحصى أيضا .
فكانت دائما تسأل السيدة زينب عليها السلام : متى سيعود أبي الحسين (عليه السلام) ، وأين هو؟؟
وكانت السيده زينب عليها السلام دائما تجيبها : إن والدكِ في سفر طويل .

وذات ليلة (في منتصف الليل) وبينما السيده رقيه عليها السلام نائمة في الخرِبة إذا بها ترى والدها الإمام الحسين (عليه السلام) في المنام ، فلما رأته ذهبت إليه مسرعة وهي تبكي ، وتنادي : أبه ياحسين ضربونا ، أبه ياحسين سلبونا ، أبه ياحسين قيّدونا بالحبال ، أبه ياحسين ضربوا عمتي زينب .
فضمها الإمام الحسين عليه السلام إلى صدره .

ثم استيقظت من نومها ، وإذا بها ترى نفسها في الخرِبة والإمام الحسين عليه السلام ليس موجودا .

فبدأت بالبكاء وأتت لها السيدة زينب عليها السلام لتهدئها ولكن السيده رقيه عليها السلام كانت تقول للسيده زينب عليها السلام : عمه لقد رأيت أبي ، عمه أريد أبي الآن .

فكلما حاولت السيدة زينب عليها السلام أن تسكتها لم تسكت وكانت تبكي بكاءً شديداً ن حتى أن يزيد لعنه الله وهو في قصره قد سمع بكاءها فقال لقومه : ما الأمر؟
أجابوه : إنها يتيمة الحسين تريد أباها
فقال لهم يزيد لعنه الله وكان أمامه رأس الحسين في طشت : خذوا لها أباها (يعني خذوا لها رأس الحسين)

فأخذوا الرأس وهو مغطى حتى وصلوا به إلى الخرِبه ووضعوه أمام السيده رقية عليها السلام وهي تبكي ولم يكن أحد يعلم ماذا في هذا الطشت المغطى فظنت السيدة رقيه عليها السلام بأنهم قد أحظروا لها طعاما، فلم تأبه لهم ولا لطعامهم لأنها كانت مشتاقه للحسين عليه السلام لا إلى الطعام

فقالت بحزنها وبراءتها : أنا لا أريد طعاما ، بل أريد أبي الحسين
فأجابوها الظالمون : هذا أبوك

فدهشت ورفعت الغطاء عنه وإذا به رأس والدها حبيبها أبي عبد الله الحسين ،

فصاحت وأبكت من حولها وهي تقول : أبتاه من حزَّ وريدك ، أبتاه من خضّب شيبتك ، أبتاه من أيتمني على صغر سني ، أبتاه من لليتيمة حتى تكبر ، أبتاه ,, أبتاااه ، أبتاااه
و وضععت فمها على فم والدها وهدأ صوتها ...

فظن النساء أن السيدة رقيه عليها السلام قد سكتت من بكائها ، لكن الإمام زين العابدين نادى وهو يبكي : عمه زينب ، عمه زينب ، ارفعي الطفلة عن رأس أبي فقد فارقت روحها الدنيا .

فانقلبت الخرِبه إلى بكاء وصياح وتجدد العزاء عند عائلة الحسين (عليه السلام)

ثم أن السيدة زينب (عليها السلام) بدأت بتغسيل السيدة رقيه (عليها السلام) مع أحد نساء الشام ، وعندما كانت تغسلها لتدفنها سألتها تلك المرأه الشاميه : ماهو المرض الذي ماتت به هذه الطفله.

فأجابتها السيدة زينب عليها السلام : لم تمت من المرض ، ولكن لماذا قلتِ بأنها ماتت من المرض.؟؟!!

فقالت المرأه : لقد رأيت أثر جروح و سوداد على تلك الطفله فظننت أن ذلك بسبب المرض .

فقالت لها السيدة زينب عليها السلام : إنما ذلك أثر سياط بني أميه لعنهم الله .

فلما انتهت السيده زينب عليها السلام بتغسيلها وتكفينها دفنتها في المكان الذي ماتت فيه .

وظلت السيدة رقيه تُذكر كل سنه في يوم وفاتها في أوائل شهر صفر وأصبح لها مرقد يزوره الشيعة وغيرهم في دمشق .

بلّغنا الله وإياكم الزياره

يتيمة الامام الحسين السيدة رقيه عليها السلام

يتيمة الامام الحسين السيدة رقيه عليها السلام

رد: يتيمة الامام الحسين السيدة رقيه عليها السلام